آخر الأخبار

دور المناخ المدرسي في التربية الأخلاقية لتلاميذ المدرسة الابتدائية – دراسة تقويمية-سماح رشاد إبراهيم حسن عين شمس البنات أصول التربية دكتوراه 2009

دور المناخ المدرسي في التربية الأخلاقية لتلاميذ المدرسة الابتدائية – دراسة تقويمية-سماح رشاد إبراهيم حسن عين شمس البنات أصول التربية دكتوراه 2009

ملخص الدراسة:

تمثل التربية الأخلاقية حجر الأساس في بناء الإنسان المصري ، ومن ثم لم يعد الاهتمام بتربية الأفراد مقصوراً على تنمية القدرات العقلية ، وإنما تعدى ذلك إلى الاهتمام بإكسابهم عناصر الحياة الاجتماعية ومقومات السلوك الأخلاقي بما يتناسب مع النسق القيمي السائد في المجتمع ، بما يعني أن التربية الأخلاقية هي التي تُعطي للعمل التربوي مغزاه وهي مظهره الحقيقي في تقدير كفاءته.

      وفي هذا الصدد ، تضطلع المؤسسات التربوية في المجتمع بمسئولية التربية الأخلاقية للنشء ، انطلاقاً من أن السلوك الإنساني هو نتاج جهود تلك المؤسسات المنوط بها القيام بالتنشئة الاجتماعية لأفراد المجتمع .

 وتقوم المدرسة – مع وصول النظام الاجتماعي لدرجة كبيرة من التعقيد – بدور وظيفي لا يمكن إغفاله في التربية الأخلاقية لتلاميذها عن طريق مناهجها الدراسية ، وأنشطتها المتنوعة ، وتنظيماتها الإدارية ، وطبيعة العلاقات الإنسانية بداخلها ، مما يؤثر في تكوين الشخصية الصالحة التي يمكن لها أن تسهم في رقي المجتمع وتقدمه .

مشكلة الدراسة :

تطرح الدراسة الأسئلة التالية :

(1)  ما المقصود بالتربية الأخلاقية ؟ وما أساليبها ؟ وما أهم مؤسساتها ؟

(2)  ما المقصود بالمناخ المدرسي ؟ وما أهم أنماطه ؟ وما أهميته ؟

(3)  ما العلاقة بين المناخ المدرسي والتربية الأخلاقية في الفكر التربوي المعاصر ؟

(4)  ما واقع دور المناخ المدرسي في التربية الأخلاقية لتلاميذ المدرسة الابتدائية ؟

(5)  كيف يمكن تفعيل دور المناخ المدرسي في التربية الأخلاقية لتلاميذ المدرسة الابتدائية

أهداف الدراسة :

      تهدف الدراسة إلى ما يلي :

(1) تحديد مفهوم التربية الأخلاقية وتوضيح أساليبها ومؤسساتها .

(2) تحديد ماهية المناخ المدرسي وأهم أنماطه وأهميته.

(3) إبراز العلاقة بين المناخ المدرسي والتربية الأخلاقية للتلاميذ من واقع الفكر التربوي المعاصر .

(4) رصد الواقع الفعلي لدور المناخ المدرسي في التربية الأخلاقية لتلاميذ المدرسة الابتدائية ، وإبراز إيجابياته وسلبياته .

(5) وضع تصور مقترح لتفعيل دور المناخ المدرسي في التربية الأخلاقية لتلاميذ المدرسة الابتدائية.

حدود الدراسة :

       تقتصر الدراسة على أربعة محاور رئيسية للمناخ المدرسي هي :

      * علاقة المعلم بالتلميذ .                   * علاقة التلميذ بأقرانه .

      * الأنشطة التربوية .                            * نظام الثواب والعقاب .

وتم تطبيق الدراسة الميدانية على معلمى وتلاميذ الصفين الرابع والخامس في ثلاثة أنواع من المدارس الابتدائية بمحافظة القاهرة وهي :

1- مدرسة حكومية رسمية .                            2- مدرسة تجريبية لغات .

                        3- مدرسة خاصة لغات .

منهج الدراسة وأدواتها:

 تستخدم الدراسة المنهج الوصفي مع الاعتماد على المدخل الإثنوجرافىEthnography  ، كما تستخدم الدراسة الأدوات التالية :

(1)  ملاحظة بالمعايشة للمناخ المدرسي في عينة من المدارس الابتدائية بمحافظة القاهرة بُغية التعرف على الواقع الفعلي لهذا المناخ ودوره في تحقيق أهداف التربية الأخلاقية .

(2)  مقابلة مفتوحة مع بعض المعلمين والقيادات الإدارية بالمدرسة الابتدائية بُغية التعرف على نمط وواقع المناخ السائد في المدرسة الابتدائية وأهم إيجابياته وسلبياته ، والجهود التربوية المبذولة لتدعيم الإيجابيات وتلافي السلبيات بما يوفر المناخ الملائم للتربية الأخلاقية .

فصول الدراسة :

 جاءت الدراسة فى ستة فصول على النحو التالى:

  • عرض الفصل الأول” “الإطارالعام للدراسة” “، وقد اشتمل على مشكلة الدراسة،وتساؤلاتها، وأهدافها ، وأهميتها ،وحدودها ، ومنهجيتها ، وأدواتها ،ومصطلحاتها ، وخطواتها، والدراسات السابقة .
  • وتناول الفصل الثانى التربية الأخلاقية” “مفهومها ـ أساليبها ـ مؤسساتها” “، وقد تضمن مفهوم التربية الأخلاقية والمفاهيم المرتبطة به ،وأبرز أساليبها ، وأهم مؤسساتها .
  • وتعرض الفصل الثالث لـ” “المناخ المدرسى” “وفيه تم توضيح نشأة مفهومه ، وأهم التفسيرات التنظيرية التى يستند إليها ، وتعريفه ، وأنماطه ،وأهميته .
  • وكشف الفصل الرابع عن” “دور المناخ المدرسى فى التربية الأخلاقية في الفكر التربوي المعاصر” “، وفيه تم تناول المدرسة ودورها فى التربية الأخلاقية ، وواقع التربية الأخلاقية في مصر ، ثم تعرض بالتفصيل لدور أربعة محاور للمناخ المدرسى فى التربية الأخلاقية للتلاميذ وهى : علاقة المعلم بالتلاميذ ، علاقة التلميذ بأقرانه ، الأنشطة المدرسية ، أساليب الثواب والعقاب .
  • وعرض الفصل الخامس” “الدراسة الميدانية ونتائجها” “، وقد تضمن أهدافها ، أدواتها ، وعينتها ، وإجراءات تطبيقها ، والمعالجة الاحصائية ، ثم نتائجها وتفسيرها .
  • وخصص الفصل السادس لعرض” “تصور مقترح لتفعيل دور المناخ المدرسي في التربية الأخلاقية لتلاميذ المدرسة الابتدائية” “، وقد تضمن الهدف الاستراتيجى للتصور ، ومنطلقاته ، ومكوناته ، وآليات تنفيذه ، ومتطلبات إنجاحه ، والمعوقات التى قد يواجهها التصور وكيفية التغلب عليها ، ثم بحوث ودراسات مقترحة .

نتائج الدراسة :

 من أبرز النتائج التى توصلت إليها الدراسة مايلى :

  • تجلت العلاقات الإنسانية الطيبة بين المعلم وتلاميذه بوضوح مع بعض معلمي مدارس العينة، وكان لهذه العلاقات أثراَ كبيراَ في تشكيل المناخ المدرسي القائم على الحب والثقة والمودة والاحترام المتبادل ، مما يهيئ مواقف مناسبة لتربية التلاميذ تربية أخلاقية فعالة تنعكس على سلوكياتهم داخل المدرسة وخارجها، بينما لم تتوافر مثل هذه العلاقات مع البعض الآخر من معلمي مدارس العينة ، مما أدي إلى تهيئة مناخ مدرسي يقوم على التسلط ويركز على السلبية ويهتم بالإرتقاء بالجانب التحصيلي فقط ويغض الطرف عن النمو الاجتماعي والأخلاقي للتلاميذ.
  • اتضح من خلال الملاحظة والمقابلة المفتوحة مع المعلمين والقيادات الإدارية بالمدارس أن هناك العديد من المعوقات التي تحول دون قيامهم بدورهم الأخلاقي مع تلاميذهم أهمها : عدم تعاون الأسرة مع المعلمين في تعديل السلوكيات الخاطئة للتلاميذ وتدليلهم لهم ، اختفاء براءة الأطفال إثر مشاهدتهم لما تعرضه وسائل الإعلام والذي يكون معظمه مناوئاَ لجهودهم في تربية التلاميذ أخلاقياَ، وتضخم المناهج الدراسية وازدحام جداول المعلمين بما لا يتيح الوقت الكافي لهم لإستخدام الطرق غير المباشرة في تربية التلاميذ أخلاقياَ، فضلا عن ضعف الإمكانيات المادية وارتفاع كثافة الفصول في المدرسة الحكومية .
  • اتسمت علاقة التلميذ بأقرانه بالإيجابية والاحترام والتعاون في حصص بعض معلمي مدارس العينة وبتوجيه وإرشاد منهم ، مما أتاح للتلاميذ فرص لعب الأدوار والشعور بتقدير الذات والقبول الاجتماعي، وأدي إلى اكتسابهم للعديد من المهارات الاجتماعية كالتعاون والتفكير الجماعي والقيادة والاهتمام بالآخرين . وهو الأمر الذي من شأنه أن يُسرع بالنمو الأخلاقي لهم ويصل به إلى مرحلة متقدمة ، بينما اتسمت علاقة التلميذ بأقرانه بالسلبية والفتور في حصص البعض الآخر من معلمي مدارس العينة مما قلل من فرص لعب الأدوار المتاحة للتلاميذ، وأعاق نموهم الأخلاقي، وانعكس بالسلب على سلوكياتهم تجاه بعضهم البعض داخل المدرسة.
  • اتضح أن للمعلم دوراَ حيوياَ في علاقة التلميذ بأقرانه من خلال توجيه وإرشاد التلاميذ باستمرار إلى ضرورة الإهتمام بالآخرين والتعاون معهم واحترامهم وحب الخير لهم مما يسهم في تربيتهم أخلاقياَ.
  • قام التلاميذ في بعض فصول مدارس العينة بممارسة الأنشطة المدرسية اللاصفية على إختلاف ألوانها ، مما أسهم في تدريب التلاميذ على حسن معاملة الأخرين والاهتمام بمصالحهم، وتنمية الشعور بالمسئولية الأخلاقية الاجتماعية لديهم من خلال إكسابهم العديد من القيم والعادات الأخلاقية مثل: حب الجمال وتذوقه، احترام قيمة الوقت، التعاون، الصدق، الطاعة، الصبر، النظافة، الطموح ، الالتزام بالقوانين، تحمل المسئولية، تقدير الإنتماء للجماعة…… وغيرها، بينما لم يمارس التلاميذ في البعض الآخر من فصول مدارس العينة الأنشطة المدرسية اللاصفية مما أفقدهم فرصاَ عديدة للمرور بمواقف وخبرات اجتماعة تسهم في تربيتهم أخلاقياَ، وأدي إلى تفريغ طاقاتهم في سلوكيات عنيفة مع بعضهم البعض، وظهر ذلك بوضوح في مدرسة عمر بن الخطاب الحكومية نظراَ لعدم توافر الإمكانيات اللازمة لممارسة الأنشطة فضلاَ عن عدم وجود معلمى أنشطة بها.
  • اتضح من خلال الملاحظة أن المعلم هو بمثابة العمود الفقرى للنشاط بشخصيته وسلوكه وخبرته ومهارته حيث يلعب دور المرشد والموجه في المواقف التعليمية التي تتيحها برامج النشاط المدرسى من خلال قيامه بتصحيح الأخطاء وتقويم السلوك الشاذ.
  • استخدم بعض معلمى مدارس العينة أساليب الثواب والعقاب في تدعيم السلوك الإيجابي وكف وتثبيط السلوك السلبي متبعين الشروط الواجب توافرها عند استخدام هذه الأساليب ، مما أدي إلى تهيئة مناخ ملائم لتربية التلاميذ تربية أخلاقية فعالة، بينما لم يتبع البعض الآخر من معلمي مدارس العينة الشروط الواجب توافرها عند استخدام أساليب الثواب والعقاب مما جعلها لا تؤتي بثمارها المرجوة فى إضعاف السلوكيات الخاطئة للتلاميذ بل دفعهم إلى إتيان العديد من السلوكيات المرفوضة أخلاقياَ بعناد.
  • اتضح من خلال المقابلة المفتوحة مع المعلمين أنه لابد من توجيه التلاميذ للسلوكيات الصحيحة أكثر من مرة ، وألا يتم اللجوء للضرب إلا في الحالات النادرة شريطة توافر علاقة حب وود بين المعلم والتلميذ لكى يتقبل الضرب تيقنا منه بأن المعلم يسعي لمصلحته ، أما درجة السلوك فلا يتم المساس بها مطلقاَ إلا في الحالات الشديدة كقيام التلميذ بالسرقة ويكون ذلك بعد تحويل التلميذ إلى الإخصائية الاجتماعية التي تقوم بعمل محضر بالواقعة وإستدعاء ولى الأمر.
  • اتضح من خلال المقابلة المفتوحة مع الأخصائيين الاجتماعيين أنهم يستخدمون النصح والتوجيه المستمر ثم يلجأون في النهاية إلى إستدعاء ولى الأمر، إلا أن أولياء الأمور لا يهتمون غالباَ بالحضور، مما يعوق قيام المدرسة بوظيفتها الأخلاقية وهو ما أكدته أيضا مديرة مدرسة عمر بن الخطاب ومدير مدرسة سمير فهمي.
Previous post

أثر استخدام برنامجين تدريبيين لرفع كفاءة أداء الطالبات المعلمات في توجيه سلوك أطفال المدرسة الابتدائية وحل مشكلاتهم-إيمان سعيد نصر الله البوريني جامعة القاهرة معهد الدراسات التربوية قسم علم النفس التربوي دكتوراه 2008

Next post

تطوير ادارة المدرسة الابتدائية فى ضوء تطبيق المعايير القومية للتعليم-محمد حمدى زكى محمد ,. المنيا, التربية التربية المقارنة والادارة التعليمية , الماجستير 2007

You May Have Missed