أشكال الإيذاء الواقع على الطفل في الوسط العائلي  ” دراسة ميدانية بمديرية الأمن بولاية الطارف”

أشكال الإيذاء الواقع على الطفل في الوسط العائلي  ” دراسة ميدانية بمديرية الأمن بولاية الطارف”

 

الملخص:

تعد الأسرة والمنزل المحيط الطبيعي الذي يشعر فيه الأطفال بأكثر سعادة وأمان إلا أن التغيرات المتعددة المرتبطة بطبيعة الحياة المعاصرة قد أفرزت صور مغايرة لهذا المحيط ، فمن المؤسف أن يتحول المنزل إلى مكان يتسم بالعنف بالنسبة لبعض الأطفال .

 إن الإكثار من ترهيب الطفل وتهديده يعد من أشد العوامل خطورة على بناء شخصية الطفل كما أن تحقيره والاستهزاء به أو التفرقة في معاملته عن بقية إخوته قد يؤثر سلبا على طبيعته النفسية .

يعتبر إيذاء الأطفال من الظواهر السلبية التي قد ينتج عن  وقوعها حدوث الضرر البدني أو النفسي أو الجنسي بهم مما يؤدي إلى حدوث المعوقات التي تحول دون نموهم والاعتماد عليهم كطاقة منتجة في المستقبل ، إن تعرض الأطفال للإيذاء يمكن أن يؤدي إلى اتجاه هؤلاء الأطفال إلى الانحراف أو ممارسة العنف بأشكاله المختلفة نتيجة لفقدان الرعاية اللازمة.

لقد ازداد الاهتمام بمشكلة إيذاء الأطفال من قبل المجتمعات الغربية  بفعل ارتفاع نداءات جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني المهتمة بهذه الشريحة وبقضايا احترام حقوق الإنسان ، أما في المجتمعات العربية فعلى الرغم من اهتمام الإسلام بمسألة رعاية الطفل إلا أنها مازلت تعتبرها من الخصوصيات والمحضورات لأنها تمارس في الخفاء ومن وراء الأبواب الموصدة بالإضافة إلى  الخجل والخوف ولاسيما إذا كان موقع الإيذاء على الطفل هو أحد أفراد الأسرة أو أحد الأقارب أو أحد الجيران.

وعليه ستبحث هذه الدراسة عن أشكال وأنماط الإيذاء الواقع على الطفل في حدود جغرافية خاصة بإحدى الولايات الجزائر وهي ولاية الطارف ويتفرع عن هذا الإشكال مجموعة من التساؤلات الفرعية الآتية :

1- ما هي أكثر أنماط الإيذاء الواقع على الطفل بولاية الطارف؟                            

2- ما هي أهم خصائص الطفل الواقع عليه الإيذاء ؟

3- ما هي خصائص الشخص المتسبب بالإيذاء الواقع على الطفل ؟

4- ما هي علاقة  القرابة التي تربط بين الطفل والمتسبب بالإيذاء الواقع عليه؟

وللإجابة على هذه التساؤلات فقد عمدنا إلى استخدام المنهج الإحصائي ومنهج المسح الاجتماعي بطريقة العينة، والاستعانة بالوثائق والسجلات الإحصائية وتقارير الأمن العامة المتاحة على مستوى مديرية الأمن بولاية الطارف وتطبيق استمارة مقابلة مع عينة من رجال الأمن  بالمديرية ، لننتهي إلى وضع جملة من الاقتراحات لتقليل من ظاهرة إيذاء الأطفال . 

مقدمـــة:

        تفاقمت قضايا الطفل مع تعقد الحياة الاجتماعية وتزايد المد العمراني إلى أن أصبح الأطفال يشكلون خطرا على أنفسهم وعلى المجتمع، فالأطفال بحاجة ماسة لحقوق تحميهم من الأخطار والأضرار التي تعترضهم، ولقد تعددت أشكال الإيذاء الواقع عليهم واختلفت من مجتمع لآخر ومن وقت لآخر.

ومع أن بعض أشكال الإيذاء تكون غير متوقعة وغير شائعة، فإن معظمها تمارس من قِبل أشخاص يعرفهم الطفل ويثق بهم كالآباء والأمهات، أو الأصدقاء والصديقات، أو الأزواج أو زملاء الدراسة، أو المدرسين، أو المشغلين.؛ أي أن أشكال الإيذاء تقع في الوسط العائلي والوسط القريب من الطفل .

ولا تزال معظم أعمال الإيذاء الواقع على الطفل تجري في الخفاء؛ فنادراً مالا  يبلغ الأطفال عن العنف والإيذاء الذي يتعرضون له أو الذي يشهدونه خوفاً من العقاب وبسبب وصمة العار التي قد تلحق بكل من الضحية والمعتدي.  وفي غياب سبل مأمونة أو موثوق بها للإبلاغ عن العنف والإيذاء أو لطلب المساعدة غالبا ما يلزم الأطفال الصمت.

وسوف تحاول هذه الدراسة تسليط الضوء على ظاهرة إيذاء الأطفال الواقع في الوسط العائلي والتي غالبا ما يتم إغفالها لكونها قد تتداخل مع أساليب التأديب والعقاب الممارس وسط الأسرة الجزائرية والتي تعتبر من خصوصياتها ولكونها أيضا شكلا من أشكال العنف الظاهر للعيان، وعليه سنركز على أشكال وأنماط الإيذاء الواقع على الطفل في حدود جغرافية خاصة بإحدى الولايات الجزائر وهي ولاية الطارف على أن يتم تغطية الموضوع من جوانبه النظرية والتطبيقية على هذا النحو:

أولا : البعد النظري لظاهرة إيذاء الأطفال

1- تحديد المفاهيم :

الإيذاء : هو سلوك خاطئ يتسبب في إحداث ضرر بدني أو نفسي أو مادي لفرد أو جماعة  وهو نتاج عن عمل أو أعمال متعددة  أو غير مبالية تتسبب في تضرر الشخص أو يؤذى أو يقتل “(1)

ويعرف الإيذاء بأنه  شكل من أشكال سوء المعاملة البدنية أو النفسية تقع على الطفل بواسطة والديه أو من  يتولى رعايته “(2) .

وعليه فهو أي سلوك خاطئ يوجه إلى الطفل يتسبب في الإيذاء البدني أو النفسي أو المادي للطفل.

الطفل :

يقصد به المولود  ” والطفل بكسر الطاء الصغير من كل شيء عينا أو حدثا فالصغير من الناس أو الدواب طفل(3) .

أما الجمعية العامة للأمم المتحدة فقد أصدرت عام 1989 اتفاقية حقوق الطفل والتي عرفت الطفل على أنه ” كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشر من عمره” .(4)

إذن فالطفل : “هو كل إنسان لم يبلغ سن الرشد بعد “

الوسط  العائلي :هو المحيط العائلي الناتج عن طبيعة الاتصالات والتفاعلات التي تقع بين أعضاء الأسرة الذين يقيمون تحت سقف واحد، لكل واحد منهم دوره المحدد كالزوج والزوجة والأب والأم والأبناء مشكلين ثقافة مشتركة فيما بينهم .

2- العوامل البيئية المؤدية إلى إيذاء الأطفال:

        تتداخل عوامل متعددة لظهور مشكلة الإيذاء الواقع على الطفل وانتهاك حقوق الطفل وبين هذه العوامل ما يلي:

  • البيئة الأسرية وحجم الأسرة:

على الرغم من أن الأسرة هي أهم مؤسسات التنشئة الاجتماعية  ولها الدور الأساسي لحماية أعضائها إلا أن فشل الأسرة في أداء وظيفتها وعدم وقوفها كخط دفاع أول ضد بعض الانتهاكات وانخفاض مستوى الوعي لدى الأبوين، والتمسك ببعض العادات والتقاليد الأسرية البالية والخلافات والمعاملات التمييزية في الوسط العائلي، كلها عوامل تخلق ضغطا متزايدا على أعضاء الأسرة، ويتم تفريغ هذا الضغط أو التقليل منه بواسطة إيذاء الأطفال والتعامل معهم بعنف، دون أن ننسى أن الأسرة بهذا الأسلوب في التنشئة تكسب الطفل سلوكيات عدائية وعنيفة، وعليه يمكن ذكر أهم العوامل الأسرية التي لها علاقة بصورة مباشرة أو غير مباشرة بمشكلة إيذاء الأطفال على هذا النحو:

1″- وضع الأسرة ومدى التلاؤم أو التوافق بين أفرادها أو العلاقات بين الوالدين وخلوها من المشاكل والتصدع، التفكك الأسري الناجم عن حالات الطلاق أو الانفصال أو غياب أحد الوالدين أو كليهما.

2- أسلوب الأسرة في الضبط والمحاسبة والتوجيه، وتظهر في شكل القسوة في التنشئة الاجتماعية والعقاب الصارم أو الإسراف في التدليل والحماية الزائدة.

3- حجم الأسرة وبناؤها، فالأسرة الكبيرة الممتدة أو الكثيرة العدد لا تستطيع توفير الاحتياجات النفسية والمادية لأطفالها.   “(5)

4- المستوى التعليمي للأسرة أو الوالدين: إن الأسرة التي تكون على مستوى من التعليم تستطيع فتح قنوات الحوار والنقاش بشكل منطقي بعيدا عن المشاحنات وفرض الرأي وقمع حرية الأطفال.

  • العوامل الاجتماعية:

يكون مصدر الإيذاء ناتج عن الضغوط الاجتماعية التي تمارس على الأطفال من قبل المجتمع المحيط بهم والتي تؤثر سلبا على تفاعلاتهم مع أقرانهم، وهذا ما ينعكس عليهم داخل أسرهم تظهر على شكل تنافر مع والديهم مما يدفع بالوالدين إلى إيذائهم جسديا أو لفظيا.

  • العوامل الثقافية:

هناك مجموعة من العناصر المكونة للثقافة ولعل أكثرها تأثيرا على سلوكيات الأفراد وأفكارهم وتوجهاتهم وسائل الإعلام والتي تعتبر من أبرز العوامل الخارجية المرتبطة بانتشار ظاهرة الإيذاء الواقع على الأطفال في الكثير من المجتمعات وذلك لتعرضها لمضامين وسائل إعلامية مختلفة تحتوى على كثير من مظاهر الإيذاء”(6) .

  • العوامل الاقتصادية:

يظهر في مقدمة العوامل الاقتصادية الفقر وما يسببه من ضغطا على قدرة الأسرة في حماية  نفسها وفي مقابلة احتياجات أطفالها، في المقابل فإن البطالة مشكلة اجتماعية تعمل على اختلال توازن الحياة الاجتماعية، وهي من العوامل المسببة للتوتر بين أفراد الأسرة فيسخط الآباء البطالين على المجتمع ويكونون اتجاهات سلبية ومشاعر عدائية اتجاه أفراد أسرهم وخصوصا اتجاه الأطفال. 

        “وتؤكد الدراسات والبحوث الاجتماعية على الارتباط بين تفشي البطالة وارتفاع معدلات الجريمة داخل الأسرة وأن هناك علاقة ارتباطية طردية بين البطالة ونسبة الأفراد الذين يتم اعتقالهم  نتيجة انتهاك القانون الخاص بالطفل.” (7)

  • العوامل النفسية والشخصية:

تكون لدى بعض الأطفال قابلية لاكتساب ثقافة العنف والإيذاء حسب الحالة النفسية التي يعيشها في بيئته؛ فإذا نشأ في أسرة يرى فيها مختلف أشكال العنف تمارس ضد أمه  أو إخوته فسوف يكون من السهل عليه اكتساب مثل هذا السلوك .

ولعل من أهم العوامل النفسية لإيذاء الأطفال هو اضطراب السلوك المرضي وغير المرضي، فالسلوك المرضي يجب أن تنتبه له الأسرة جيدا لأنه يحتاج لمعالجة طبية لها.

وقد تظهر لدى الطفل بعض المشاكل النفسية غير المرضية كالحدة في الميزاج وتكسير الأشياء، وهنا ينبغي على الأسرة أن لا تتعامل معه بقسوة فتزيد الطين بلة وإنما عليها أن تتعامل معه بروية أكثر.

  • غياب المراقبة القانونية:

توجد تشريعات كثيرة لحماية الطفل سواء كانت دولية أو وطنية إلا أن المشكلة الأساسية لا تكمن في كثرة التشريعات وإنما تكمن في مدى تطبيقها وفي فاعلية الأجهزة الرقابية في محاسبة منفذيها.

3– آثار إيذاء الأطفال: 

        للإيذاء آثار وخيمة على الطفل منها ما يظهر بشكل واضح ومباشر بعد الإيذاء الواقع ويمكن تسميته بالإيذاء المادي مثل الإصابة الفورية الناتجة عن الضرب وغيرها، وهناك آثار بعيدة المدى قد تطفو على السطح مع تقدم نمو الطفل الجسمي، العقلي والنفسي، على العموم يمكن ذكر بعض الآثار الناتجة عن الإيذاء للطفل كما يلي:

  • الآثار الصحية : إن العنف الممارس ضد الطفل غالبا ما يؤثر على صحة الطفل وتظهر آثاره في : الكدمات والجروح والحروق والتشوهات الجسدية والتخلف في النمو الجسدي والعقلي، وتعرضه لبعض الأمراض نتيجة للإهمال وقد تصل درجات الإيذاء إلى حد القتل أو التسبب للطفل في عاهات دائمة.
  • آثار سلوكية: ولعل أبرزها التصرف بسلبية مع الآخرين وعدم القدرة على التواصل مع الأطفال الآخرين واكتساب سلوكيات سلبية كالتدخين والانحراف الجنسي.
  • آثار تعليمية: كصعوبات التعلم والتأخر الدراسي والتسرب المدرسي، وهؤلاء الأطفال عادة ما يكونون أكثر عرضة إلى مغريات الشارع ورفقاء السوء مما يسهل انحرافهم.
  • آثار اجتماعية: ينمو لدى الأطفال الواقع عليهم الإيذاء الشعور بالحقد والكراهية اتجاه المجتمع ويكونون عاجزين عن تكوين علاقات تواصل مع الآخرين وانعدام الثقة بهم، فهم غالبا غير قادرين على تقديم العطف والحنان للآخرين مما يخلق لديهم مشاكل كثيرة في تفاعلهم الاجتماعي.
  • الآثار الشخصية: ينمو الطفل الواقع عليه الإيذاء مضطربا في مكونات شخصيته مما تتأثر مختلف مراحل طفولته والحياتية بهذه الشخصية غير متزنة.

4- أنواع الإيذاء الواقع على الطفل:

1- الإساءة الجسدية أو البدنية: وهو عادة ما يظهر عندما يستخدم الشخص ما القوة ضد الطفل عمدا مما يؤدي إلى إصابة جسدية.

2- الإساءة الجنسية: عندما يتعرض الطفل لأي نوع من أنواع الاتصال الجنسي أو النشاط أو السلوك الجنسي “(8) ، وغالبا ما يتعرض الأطفال للاستغلال الجنسي من قبل طلاب المدارس والقائمون على رعاية الأطفال ومن قبل أقربائهم.

3- الإساءة النفسية: وتعتبر الإساءة النفسية من آثار مخلفات التفكك الأسري والذي يسبب للأطفال القلق والاضطرابات النفسية والسلوكية والخوف والحرمان العاطفي بالإضافة إلى أشكال متعددة من العادات التعويضية مثل الخوف وانعدام الأمان والنمو الجنسي غي الطبيعي وأعراض سيكولوجية مرتبطة بالتبول الإرادي أو مترتبة عليه مثل الشعور بالنقص والخجل والانطواء وما يترتب عليه من مظاهر سلوكية كالعناد والتخريب والميل إلى الانتقام ونوبات الغضب.

        كما أن تعرض الطفل للإساءة الانفعالية تؤثر بشكل أو بآخر على نموه النفسي وتشمل هذه الإساءة الانفعالية ” الاهانة لفظا وتعريضهم للشتم ومعايرتهم بأوضاعهم الاجتماعية والأسرية، والتمنن عليهم وتهديدهم بالطرد وإيقاع العقوبات المختلفة على الأطفال الآخرين أمام أعينهم.”(9)   

ثانيا: البعـد الإمبريقي لظاهرة إيذاء الأطفال

 ويمكن تحليل هذا البعد من خلال تحديد أهم الخطوات المنهجية المتبعة وتبيان أهمية الموضوع وتحديد مشكلة الدراسة:

1 – أهمية الدراسة

تظهر أهمية الدراسة في :

ـ التأطير النظري لدراسة إيذاء الأطفال وإثراء النظرية السوسيولجية من خلال وضع تفسير نظري لهذه الظاهرة.

ـ تشريح الظاهرة من خلال تبيان مسبباتها وتوضيح انعكاساتها السلبية على الطفل وعلى المجتمع.

ـ توعية الأسرة والطفل والجهات المختصة بضرورة الاهتمام أكثر بهذه الفئة ورعايتها كما يجب دون الاكتفاء بالتشريعات القانونية.

2- مشكلة الدراسة

يعد الطفل الحجر الأساسي الذي يبنى عليه المجتمع فهو رجل المستقبل وأداة أساسية لتحقيق التنمية وهدفها، لكن إذا لم يتم حسن استغلال طاقات الطفل واستثمارها يجد نفسه تحت رحمة أسرة مفككة وأوضاع اجتماعية واقتصادية قهرية تجعله أكثر عرضة لمختلف أنماط الإيذاء مما يؤثر على نموه الجسمي والعقلي والنفسي وبل وقد يهدد حياته واستقراره، لهذا ركزت دراستنا على  موضوع  إيذاء الأطفال لقلة الاهتمام بهذه الشريحة الأكثر حساسية وهشاشة في وسط المجتمع، فكان السؤال المركزي كما يلي:

ما هو أشكال وأنماط الإيذاء الواقع على الطفل في ولاية الطارف؟ ولتوضيح أبعاد هذا التساؤل فقد تفرع عنه التساؤلات التالية:

1- ما هي أكثر أنماط الإيذاء الواقع على الطفل بولاية الطارف؟                            

2- ما هي أهم خصائص الطفل الواقع عليه الإيذاء ؟

3- ما هي خصائص الشخص المتسبب بالإيذاء الواقع على الطفل ؟

4- ما هي علاقة  القرابة التي تربط بين الطفل والمتسبب بالإيذاء الواقع عليه؟

أهداف الدراسة

تهدف هذه الدراسة إلى:

ـ الكشف عن حجم الإيذاء الواقع على الطفل بولاية الطارف.

ـ تحديد أكثر أنماط الإيذاء الواقع على الطفل بولاية الطارف .

ـ معرفة كل من خصائص الطفل والشخص المتسبب في الإيذاء.

3 – المنهج المستخدم وأدوات جمع البيانات:

يعد مدخل التحليل الوصفي مدخلا مناسبا  لدراسة ظاهرة إيذاء الأطفال لأنه يقوم على تحليل المعطيات الجاهزة والمنظمة للنواحي النظرية والتاريخية وكذا استنطاق الإحصائيات  والمعلومات الميدانية لهذا سوف يتم استخدام المنهج الوصفي المتضمن وصف دقيق لمشكلة الدراسة وتحديد واضح لعينة الدراسة وأدوات جمع البيانات. وعليه تم استخدام منهج المسح الاجتماعي بطريقة العينة، والاستعانة بالوثائق والسجلات الإحصائية وتقارير الأمن العامة المتاحة على مستوى مديرية الأمن بولاية الطارف.

ـ  استمارة المقابلة: كان الغرض منها جمع المعلومات من الميدان وقسمت الاستمارة إلى أربعة  محاور تتوافق مع أسئلة الدراسة.

 ـ الوثائق والسجلات الإحصائية استعملت لجمع المعلومات اللازمة عن ظاهرة أشكال الإيذاء الواقع على الطفل في حدود ولاية الطارف.

ـ مجالات الدراسة:  المجال المكاني :تم اختيار مديرية الأمن لولاية الطارف .

 المجال البشري: عمدنا إلى اللجوء إلى عناصر الشرطة الذين تعاملوا مع حالات الإيذاء الواقع على الأطفال على مستوى مديرية الأمن لولاية الطارف .

 المجال الزمني: تمت الدراسة الميدانية في النصف الثاني من شهر جوان لعام 2010 .

4- أهم النتائج المتوصل إليها

ـ أشكال وأنماط الإيذاء الواقع على الطفل :

        تظهر أكثر أشكال الإيذاء الواقع على الطفل في الإهمال حيث احتل هذا الشكل الرتبة الأولى بنسبة 80% ثم يأتي الإيذاء البدني بنسبة 20% ، أما على مستوى الرتبة الثانية فقد قدرت نسبة الإيذاء البدني 80% ثم الإهمال بنسبة 20%، وقد احتل الإيذاء الجنسي الرتبة الثالثة بنسبة 80% والرتبة الرابعة احتلها الإيذاء النفسي بنسبة 80% كما تبينه نتائج الجدول رقم 1.

جدول رقم 1: يبين نوع الإيذاء الواقع على الطفل من وجهة نظر أفراد العينة

       الرتبة

نوع الإيذاء

الرتبة الأولىالرتبة الثانيةالرتبة الثالثةالرتبة الرابعة
التكرارالنسبةالتكرارالنسبةالتكرارالنسبةالتكرارالنسبة
إهمال16804200000
إيذاء بدني42016800000
إيذاء نفسي00004201680
إيذاء جنسي00001680420

بالفعل فقد تم تقسيم أشكال الإيذاء من الناحية القانونية والأمنية بمديرية الأمن لولاية الطارف إلى الاغتصاب ، الفعل المخل بالحياء، الفواحش، التعدي الجنسي، اللواط، العنف البدني، سوء المعاملة، الاختطاف ، القتل العمدي، وقد تم تسجيل 17 حالة للعنف البدني و11 حالة في خانة سوء المعاملة، ثم الفعل المخل بالحياء بـ 8 حالات، وأخيرا التعدي الجنسي حيث تم تسجيل حالة واحدة أي أن حجم الإيذاء الواقع بالولاية يقدر بـ37 طفل مابين شهر جانفي إلى غاية شهر ماي لسنة 2010 كما تبينه نتائج الجدول رقم 2.

 

       شكل التعدي

الشهر و العمر

الاغتصابالفعل المخل بالحياءالفواحش ـ زنا المحارمالتعدي الجنسياللواطالعنف البدنيسوء المعاملةالاختطافالقتل العمدي
أنثىذكرأنثىذكرأنثىذكرأنثىذكرأنثىذكرأنثىذكرأنثىذكرأنثىذكرأنثىذكر
جانفي1-10            1     
10-13          11      
13-16  2               
16-18          11      
فيفري1-10                  
10-13           1      
13-16                  
16-18          311     
مارس1-10                  
10-13                  
13-16   1              
16-18          11      
أفريل1-10   4      1       
10-13           1      
13-16                  
16-18          11      
ماي1-10   1   1     2    
10-13            22    
13-16                  
16-18           221    

جدول رقم 2: التقرير الشهري للوقاية من انحراف الأحداث لولاية الطارف من شهر جانفي إلى غاية شهر ماي 2010

( المصدر مديرية الأمن لولاية الطارف )

 

ـ خصائص الطفل الواقع عليه الإيذاء

يمكننا تحديد خصائص الطفل الواقع عليه الإيذاء من خلال تحديد الفئة العمرية التي ينتمي إليها، وقد وجدنا أن أكثر الأطفال عرضة للإيذاء  تتراوح أعمارهم ما بين 10 سنوات إلى أقل من 12 سنة بنسبة 60 % ثم تليها فئة التي يزيد عمرها عن 14 سنة بنسبة 40 %، فالمرحلة العمرية من 12 سنة إلى أقل من 14 سنة. تتوافق هذه النتائج مع ما ورد في نتائج الجدول رقم 2 حيث وجد 16 مفردة قد تعرضوا للإيذاء وتتراوح أعمارهم ما بين 16- 18 سنة، ثم الفئة التي تتراوح أعمارهم ما بين 1- 13 سنة بعدد مقدر بـ 12  مفردة .

جدول رقم 3: متوسط عمر الأطفال الواقع عليهم الأذى

ك    متوسط

            العمر      

أقل من سنتين[2-4[[4-6[[6-8 [[8- 10[[10-12 [[12-14[[ 14 فأكثرالمجموع
التكرار02000127829
النسبة010000603540/

الأكيد أن الذكور الأطفال أكثر عرضة للإيذاء من الإناث حيث قدرت نسبة الذكور الذين تعرضوا للإيذاء بنسبة 80 % أما الإناث فكانت نسبتهن 20% ، وهو ما يتوافق مع ما تقدم من الإحصائيات المقدمة من طرف مصلحة الأحداث لمديرية الأمن لولاية الطارف فقد وجد أن 21 من الذكور قد تعرضوا للإيذاء في مقابل 16 من الإناث كما يوضحه الجدول رقم 2 ، ويمكن تفسير هذه النسب إلى الرجوع لطبيعة المجتمع الجزائري الذكوري فهو يحمل الطفل الذكر أعمال شاقة تفوق قدراته ويتم دفعه إلى الشارع في سن مبكرة بحجة أنه رجل صغير لا خوف عليه على خلاف البنات .

شكل رقم 1 يبين توزيع العينة بحسب تحديد نوع الجنس الأكثر عرضة للإيذاء

        غالبا ما يصمت الطفل عن الحديث عن الإيذاء الواقع عليه بنسبة 60% ثم تليها الفئة التي تعترف بوقائع الإيذاء بنسبة 40 %، ثم الإنكار بنسبة 30 % كما توضحه نتائج الشكل رقم 2

إن وقوع الإيذاء على الطفل يقابله نوع من السلبية من جانب الطفل والعائلة نظرا لخوفه أو حيائه وهذا يرجع إلى طبيعة الأسرة المنغلقة والتي لا تسمح بفتح قنوات الاتصال والحوار مع أبنائها مما يولد لدى الطفل عدم القدرة على التواصل بسبب القهر والخوف والحياء المبالغ فيه.

ـ  صلة القرابة بين الجاني والطفل

        بحسب المعطيات الميدانية  المبينة في الجدول رقم 4 فإن زوج الأم هو أكثر الشخصيات المتسببة في إيذاء الطفل بنسبة 60%، ثم الأب بنسبة 40 %  فزوجة الأب بنسبة 30% ، الشخص الغريب : 20 %.

جدول رقم 4 : صلة القرابة بين الجاني والطفل

 الأبالأمزوج الأمزوجة الأبالأخ (ة)الجد(ة)العم(ة)الخال(ة)شخص غريبالمجموع
التكرار801260000430
النسبة4006030000020/

 

من المفروض أن تكون الأسرة هي الراعي الأول للطفل وتوفر له الحماية اللازمة إلا أنه غالبا ما يتورط الآباء في إيذاء أطفالهم ويرجع هذا لأسلوب التربية القهري والمبالغة في تأديب الأطفال لهذا يكون المتعدي له علاقة قرابة مع الطفل. ومن خلال هذه النتائج يبدو للوهلة الأولى أن المتسبب في الإيذاء هو من الذكور مع ذلك سنحاول من خلال العنصر الموالي معرفة خصائص المتعدي على الطفل بشكل أكثر تعمقا.

ـ خصائص المتعدي على الطفل:

        يمكن القول  أن جنس المتعدي على الطفل هم من الذكور وقد أكد كل أفراد العينة على ذلك، أما عن المستوى التعليمي لهم  فهم أميين بنسبة 60% ، مع ذلك هنالك من عبر عن أنه هؤلاء من فئة المتعلمين بنسبة 40% ، وهو ينتمي للطبقة المتوسطة بنسبة 80 % وهذا ما سيتضح معنا من خلال نتائج الجدولين المواليين

جدول رقم 6: المستوى التعليم لموقع الإيذاء على الطفل

المستوى التعليمي               التكرارالتكرارالنسبة
أمي1260
متعلم840
لا أعلم420
المجموع24/

جدول رقم 7: طبقة موقع الإيذاء على الطفل

الطبقة               التكرارالتكرارالنسبة
فقيرة00
وسطى1680
غنية420
المجموع20100

 إن طبيعة التنشئة الاجتماعية في مرحلة الطفولة سوف تنعكس بصورة مباشرة أو غير مباشرة على مسار حياة الطفل ، فهؤلاء الناس الذين تعرضوا للعنف في صغرهم  و عاشوا في أسر يغلب عليها الطابع العدائي هم أناس غالبا ما يمارسون العنف ويحقدون على المجتمع ويفجر هذا الحقد من خلال إيقاع الإيذاء بالأطفال ولو كانوا فلذات أكبادهم .

جدول رقم 8: حالة الأسرة لموقع الإيذاء على الطفل

حالة الأسرة               التكرارالتكرارالنسبة
مفككة420
أسرة يغلب عليها الطابع العدائي1680
لا أعلم00
المجموع20100

ـ  الإجراءات المتبعة لتحديد حالة الإيذاء

 لقد حاولنا البحث عن الجهة التي تحاول إبلاغ عن حالات الإيذاء الواقع على الطفل فوجدنا تأكيد مطلق بأن أحد الوالدين يتولى عملية إحضار الطفل لمركز الشرطة بنسبة 100 %، ثم الشرطة بنسبة 20 %، مع ذلك يفضل الآباء عدم إخبار السلطات المختصة بنسبة 20 % ، أما موقف الآباء فهو الارتباك وأحيانا الاعتراف بنسب متساوية لكل موقف مقدر بنسبة 40% ، والإنكار بنسبة 20 % ، وعبر البعض بأنه يتم إلقاء اللوم على الطفل بنسبة 10% ، وهذه النتائج تبين تفضيل الأسرة الجزائرية الصمت والإنكار لما تم اقترافه في حق الأبناء خوفا من الفضيحة ، ولو حدث وتم الاعتراف من قبلهم فهو يسئ أكثر للأطفال لقلة وعي الآباء أو لجشعهم رغبة منهم في ابتزاز الجاني .

جدول رقم 9: موقف الأهل عند الإبلاغ

الموقف                     التكراراتالتكرارالنسبة
الاعتراف840
الارتباك840
الانكار420
البكاء00
المطالبة بعدم إخبار السلطات420
إلقاء اللوم على الطفل210
عدم المبالاة00
المجموع26/

ويتم تشخيص حالة الإيذاء من خلال الفحص الطبي بنسبة مطلقة 100% ، وكل أفراد العينة أكدوا أن هناك إجراءات قانونية لحماية الطفل لكن المشكل يكمن في تطبيقها فهي غير مطبقة بنسبة 60 %، في المقابل هناك اجتهاد لتطبيقها بنسبة 20%، وهناك من يرى بأنه يتم تقديم النصح والتوجيه قبل الوصول إلى مرحلة تطبيق القوانين بنسبة 20%.

وفي الحقيقة فإن هذه الإجراءات القانونية غير كافية لوحدها لحماية الطفل، فينبغي أن تكون هناك أنشطة توعوية بنسبة 80% على أن يتم تفعيل الجهاز الرقابي بنسبة 60 %.

جدول رقم  10 بعض الأنشطة الأخرى لتدعيم حماية الطفل غير الإجراءات القانونية

الفئة                             التكرارالتكرارالنسبة
جهاز رقابي أكثر فاعلية1260
التدعيم التوعوي1680
المجموع28/

جدول رقم 11 : بعض الحلول المقترحة للتقليل من مشكلة الإيذاء

الفئة                             التكرارالتكرارالنسبة
توعية أفراد العائلة وحثهم على فتح قنوات الاتصال فيما بينهم1260
المراقبة المستمرة للطفل من قبل العائلة420
مراعاة الجانب النفسي للطفل420
المجموع20100

 

من خلال نتائج الجدول رقم 11 ، فإن توعية أفراد العائلة وحثهم على فتح قنوات الاتصال فيما بينهم يمثل أفضل حل لتجاوز مشكلة الإيذاء الواقع على الطفل، كما ينبغي تفعيل المراقبة المستمرة على الطفل من قبل العائلة بنسبة 20 % ومراعاة الجانب النفسي للطفل بنسبة 20 % ، وعليه فالحل يكمن في أعضاء العائلة الواحدة والتي تقع عليها الجزء الأكبر من المسؤولية ؛ فأسلوب التنشئة الصحيح والتوعية المستمرة هي الحل المناسب لحماية الطفل دون الحاجة لحلول ترقيعية .

خاتمــــة:

تعد الأسرة الجماعة الأولية التي تكسب الطفل الثقافة والقيم والعادات والاتجاهات الاجتماعية السائدة في المجتمع؛ وعليه تمثل أهم مؤسسة اجتماعية تؤثر في بناء شخصية الطفل، وإذا فشلت الأسرة في التنشئة الاجتماعية لأطفالها فلن يستطيع أي نظام اجتماعي آخر أن يعوض هذا الفشل .

ومع تقلص دور الأسرة وانسحابها عن وظيفتها يجد الطفل نفسه عرضة لمختلف أشكال الإيذاء والمشكلة تكمن في أن  قد تكون الأسرة هي المتسبب فيه أو المشجع الأول لظهور هذه الأشكال للإيذاء لقلة اهتمامها وإهمالها أو لممارستها السيئة لأساليب العقاب والتأديب وربما تجد في سوء معاملة الطفل متنفسا لها لتفريغ مختلف أنواع الضغط  الاجتماعي الممارس على الوالدين.

وعليه تظهر أكثر أشكال الإيذاء الواقع على الطفل في العنف البدني والإهمال والتي يمكن إدراجها في خانة أهم أشكال سوء المعاملة التي يتعرض إليها الطفل يوميا. ، كما أن الذكور هم أكثر عرضة من الإيذاء من الإناث وتتراوح أعمارهم  من 10 سنوات فما أكثر ولكن الفئة التي تكون أكثر عرضة لمشكلة الإيذاء هي الفئة التي يفوق عمرها 14 سنة  حيث تمثل مرحلة المراهقة،  فمن جهة تتعرض لأشكال الإيذاء الواقع في العائلة وفي الشارع ومن جهة أخرى هي فئة تتميز بتقلبات مزاجية وتحاول تحدي كل شيء في وسط لا يستطيع استيعابها كما يجب .

في المقابل هناك علاقة واضحة بين المتعدي والطفل الواقع عليه الإيذاء فغالبا ما يكون زوج الأم أو الأب، ويرجع هذا لأسلوب التربية القهري والتعسفي الممارس من قبل العائلة ، فطبيعة التنشئة التي تلقاها الآباء ستنعكس بصورة مباشرة أو غير مباشرة على علاقتهم واتصالهم بأبنائهم، فالآباء أو الأشخاص الذين تعرضوا لمختلف مظاهر العنف والقسوة في مرحلة الطفولة هم أناس يمارسون العنف على أبنائهم كشكل من أشكال تفجير للمشاعر الحقد على المجتمع .

وعليه يمكن وضع جملة من الاقتراحات للتقليل من مشكلة الإيذاء الواقع على الطفل :

– تفعيل كل السبل لتشخيص حالة الإيذاء الواقع على الطفل وعدم الاكتفاء بالتشخيص الطبي  وإنما لابد من التأكد من خلال التحقيقات الميدانية وبواسطة المساعدات الاجتماعية.

– توعية العائلة بخطورة صمتها على مشكلة إيذاء الطفل والتنازل عن حقوق الطفل بتفضيلها الصلح عوض معاقبة الجاني.

– عدم الاكتفاء بالإجراءات القانونية لحماية الطفل  وإنما العمل على تفعيل الأجهزة الرقابية الأمنية وكذا دور الأسرة في رقابة وحماية أبنائها.

وفي الأخير يمكن القول أن أسلوب التنشئة الصحيح في الوسط العائلي والتوعية المستمرة للآباء والأبناء وفتح قنوات الاتصال فيما بين أعضاء الأسرة الواحدة هي الحل الوقائي السليم لحماية الطفل من مشكلة الإيذاء دون أن ننسى دور مؤسسات المجتمع المدني في عملية التوعية والحماية والرقابة.

هوامش المداخلـــة:

(1) –  آل سعود منيرة عبد الرحمن:إيذاء الأطفال ، أنواعه وأسبابه وخصائص المتعرضين له، مركز الدراسات والبحوث ، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض  . ص 45 .

(2) –  الزهراني سعد بن سعد : ظاهرة إيذاء الأطفال في المجتمع السعودي ، مركز أبحاث مكافحة الجريمة ، الرياض.  2004. ص27.

(3)- مختار الصحاح: الدار العربية للكتاب، الجماهيرية الليبية1981، ص 418.

(4) – حماده أبو نجمة: عمل الأطفال في المواثيق والمعايير الدولية – موسوعة يوكيبيديا : الموقع على الانترنت:        http://ar.wikipedia.org/wiki/ 

( تاريخ التحميل: 11/06/2010).

(5) – فهد بن على الطيار : إيذاء الأطفال في الأسرة السعودية  عوامله وآثاره، إشراف معن خليل العمر ، دكتوراه غير منشورة ، الرياض ، 2009  ص19. 20. الموقع على الانترنت:

http://www.nauss.edu.sa/NAUSS/Arbic/Menu/Elibrary/Scletterch/Master;

( تاريخ التحميل:  11/06/2010)

(6)- المرجع نفسه:  ص 21. ص24  .

(7)- عوض السيد  : 2004، جرائم العنف الأسري بين الريف والحضر، مركز البحوث والدراسات الاجتماعية، القاهرة ص 232.

(8) – العنف ضد الأطفال / الأطفال المتعودون على مشاهدة العنف الأسري، ورقة معلومات: الموقع على الانترنت:

http://www.child.alberta.ca/home/documents/familyviolence/doc_opfvb_translated_Child_Arabic.pdf

( تاريخ التحميل:  5/06/2010)

 (9)- الصحة والعنف: المجلس الوطني لشؤون الأسرة، منظمة الصحة العالمية: الموقع على الانترنت:

http://www.emoro.who.int/vip/pdf/violence_jor07_raport.

( تاريخ التحميل:  10/07/2010)

 

You May Have Missed

آخر الأخبار