×

مدى فاعلية التدريب على المهارات الاجتماعية في تعديل السلوك العدواني لدى الطفل الكفيف في مرحلة المدرسة الابتدائية بالجماهيرية الليبية-سعاد مصطفى فرحات القاهرة معهد الدراسات التربوية الإرشاد النفسي دكتوراه 2008

مدى فاعلية التدريب على المهارات الاجتماعية في تعديل السلوك العدواني لدى الطفل الكفيف في مرحلة المدرسة الابتدائية بالجماهيرية الليبية-سعاد مصطفى فرحات القاهرة معهد الدراسات التربوية الإرشاد النفسي دكتوراه 2008

ملخص الدراسة:

تتمثل إحدى مؤشرات حضارة الأمم وارتقائها في مدى عنايتها بتربية الأجيال بمختلف فئاتهم، ويتجلى ذلك بوضوح في مدى العناية التي نوليها للأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة وتوفير إمكانات النمو الشامل لهم من جميع النواحي مما يساعد في إعدادهم لحياة شخصية واجتماعية واقتصادية ناجحة يؤدي فيها كل منهم دوره في خدمة المجتمع مهما كان حجم إسهامه، أما إهمال هذه الفئة فيؤدي إلى تفاقم مشكلاتهم وتضاعف إعاقاتهم ويصبحون عالة على أسرهم ومجتمعهم، ومن هنا يلزم التدخل الإرشادي والعلاجي لمواجهة مثل هذه المشكلات المرتبة على الإعاقة.

ومن بين فئات ذوي الاحتياجات الخاصة فئة المعوقون بصرياً وهم أحوج فئات المجتمع لكي نتفهم سلوكهم وأبعاد الشخصية لديهم، فالإعاقة تفرض على الطفل الكفيف نوعاً من البيئة الخاصة التي يجد صعوبة في معالجتها والتي تقلل من قدرته على أداء أدواره الاجتماعية على الوجه الأكمل.

وتشير العديد من الدراسات أن الأطفال المعوقين بصرياً يعانون من قصور واضح في الجانب الاجتماعي حيث يعانون من نقص حاد وقصور كبير في مهاراتهم الاجتماعية يترتب عليه العديد من المشكلات والسلوكيات السلبية التي تحول بين هؤلاء الأطفال وبين إمكانية تعايشهم بشكل مقبول مع الآخرين إذ كثيراً ما يلجأون إلى أساليب السلوك العدواني والانحرافات السلوكية نتيجة ما يلاقونه من إحباطات في الحياة اليومية وهو ما يجعلهم يتسمون من الناحية الانفعالية بعدد من السمات وفي مقدمتها العدوان.

وانطلاقاً من تسليم المشتغلين في ميدان علم النفس والصحة النفسية والإرشاد النفسي عموماً بخطورة ما يترتب على القصور في المهارات الاجتماعية في فترة الطفولة من نواتج وعواقب سلبية بالنسبة للفرد وصحته النفسية، فقد شرعت الباحثة بإجراء دراسة لتتبين فيها مدى فاعلية التدريب على المهارات الاجتماعية في تعديل السلوك العدواني لدى الطفل الكفيف في الجماهيرية الليبية وخاصة أن البيئة المحلية تكاد تخلو من الناحية العلاجية لهذا الأسلوب عند الأطفال.

وتستند في ذلك على أداء العديد من الباحثين في هذا المجال، حيث يقيم بعضهم افتراض مؤداه أن تنمية المهارات الاجتماعية لدى الفرد تساعد على تعلم جوانب السلوك التكيفي مع الآخرين وتعدل من سلوكهم العدواني.

* مشكلة الدراسة:

يمكن تحديد مشكلة الدراسة الحالية في محاولة الإجابة على التساؤل الرئيسي التالي:-

– ما مدى فاعلية برنامج للمهارات الاجتماعية في تخفيف حدة السلوك العدواني للأطفال ذوى الإعاقة البصرية في المرحلة الابتدائية من (9-12) سنة.

* أهمية الدراسة:

تنبع أهمية الدراسة الحالية من:-

* الأهمية النظرية:

الندرة النسبية في الدراسات التي تناولت دراسة السلوك العدواني لدى الطفل الكفيف وخصوصاً في المجال العربي حيث لا توجد دراسة (في حدود علم الباحثة) تناولت المهارات الاجتماعية وفعاليتها في تخفيف حدة السلوك العدواني للكفيف، لذا تعتبر هذه الدراسة إضافة في هذا المجال تلقي الضوء على طبيعة هذا السلوك، لدى الطفل الكفيف وأشكاله وما مدى فاعلية التدريب على المهارات الاجتماعية في تخفيف حدة هذا السلوك.

هذا بالإضافة إلى توفير قدر من البيانات والمعلومات للمهتمين برعاية الطفل الكفيف ذو السلوك العدواني من أجل معرفة بعض سبل وفنيات التدخل الإرشادي التي تصلح للتعامل مع هذه الفئة من التلاميذ، خاصة وأن هناك حاجة ماسة إلى تقديم الكثير من أساليب الرعاية المناسبة لمثل هؤلاء التلاميذ.

* ثانياً الأهمية التطبيقية:

وهي الاستفادة من خلال نتائج هذه الدراسة التي تساعد على وضع برامج علاجية وإرشادية تعمل على تخفيض حدة هذه السلوك العدواني وتحويل مصادر هذه الطاقة الهدامة إلى طاقة منتجة تساهم بفعالية في عملية الإنتاج فيصبحون منتجين وليسوا عبء على الآخرين ومصدر توتر وقلق لهم، ولعل هذا يسهم كذلك في تمكين المجتمع من تنشئة أطفاله المعاقين التنشئة السوية التي تجعل منهم أفراد يحققون ذواتهم.

* هدف الدراسة:-

هدفت الدراسة الحالية إلى التعرف على مدى إمكانية تحسين المهارات الاجتماعية للأطفال المعوقين بصرياً والذين يتصفون بالسلوك العدواني في المرحلة العمرية من (9-12) سنة بهدف خفض السلوك العدواني لديهم وذلك من خلال تصميم وتطبيق برنامج للمهارات الاجتماعية تم إعداده خصيصاً للتعرف على أثر هذا البرنامج في تحقيق الهدف منه، والكشف على استمرارية تأثير البرنامج بعد تطبيقه بفترة زمنية في خفض حدة السلوك العدواني.

* فروض الدراسة:

1-   توجد فروق ذات دلالة إحصائياً بين درجات أفراد المجموعة التجريبية قبل تطبيق البرنامج وبعد التطبيق، وذلك على مقياس السلوك العدواني المستخدم في الدراسة لصالح التطبيق البعدي.

2-   ًُتوجد فروق ذات دلالة إحصائية بين درجات أفراد المجموعة التجريبية ودرجات أفراد المجموعة الضابطة بعد تطبيق البرنامج، على مقياس السلوك العدواني المستخدم في الدراسة لصالح أطفال المجموعة التجريبية .

3-   لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين درجات أفراد المجموعة التجريبية بعد تطبيق البرنامج مباشرة ودرجات نفس المجموعة بعد شهرين من المتابعة وذلك على مقياس السلوك العدواني المستخدم في الدراسة.

* عينة الدراسة:

تكونت عينة الدراسة في صورتها النهائية من مجموعة كلية قوامها (30) تلميذاً من تلاميذ الصف والرابع والخامس والسادس الابتدائي، تراوحت أعمارهم الزمنية بين (9-12) سنة من التلاميذ المنتظمين بمدرسة جمعية النور للمكفوفين التابعة لمدنية طرابلس- ليبيا- وينتمي جميع أفراد العينة للطبقة المتوسطة اجتماعياً واقتصادياً وقد اقتصرت الدراسة على الأطفال المكفوفين الذكور دون الإناث.

* أدوات الدراسة:

1- استمارة جمع بيانات الحالة الاقتصادية الاجتماعية (إعداد الباحثة).

2- مقياس السلوك العدواني (إعداد الباحثة)

3- مقياس المهارات الاجتماعية (إعداد: أماني عبد المقصود عبد الوهاب)

4- استمارة ملاحظة السلوك العدواني خاصة بالمدرسين والأخصائيين الاجتماعيين (إعداد الباحثة).

5- برنامج المهارات الاجتماعية (إعداد الباحثة)

الأساليب الإحصائية:

1- المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية.

2- الأساليب اللابارامترية التالية :

  • مان-وتنيMann-Mhitney (U)
  • ويلكوكسونWilcoxon (W)
  • قيمة (Z)

3- تم استخراج الاتساق الداخلي للمقياس بطريقة التجزئة النصفية، باستخدام معامل سبيرمان براون.

4- استخدام معامل الارتباط البسيط بيرسون لتعيين صدق التجانس الداخلي.

* نتائج الدراسة:-

يمكن تلخيص أهم النتائج التي توصلت إليها الباحثة في الدراسة الحالية فيما يلي:-

1-   أوضحت نتائج الدراسة إثبات صحة الفرض الأول، حيث أشارت النتائج إلى أنه توجد فروق دالة إحصائياً بين درجات الأفراد في المجموعة التجريبية قبل تطبيق البرنامج ونفس المجموعة بعد تطبيق البرنامج على مقياس السلوك العدواني بأبعاده الأربعة، وكانت هذه الفروق لصالح التطبيق البعدي بمعنى تأثر المجموعة التجريبية بالبرنامج حيث انخفضت حدة العدوانية لديهم.

2-   أظهرت نتائج الدراسة إثبات صحة الفرض الثاني، حيث أشارت النتائج إلى أنه توجد فروق دالة إحصائياً بين درجات الأفراد في المجموعة التجريبية ودرجات أفراد المجموعة الضابطة بعد تطبيق البرنامج على مقياس السلوك العدواني بأبعاده الأربعة ولصالح أفراد المجموعة التجريبية.

3-   أوضحت نتائج الدراسة إثبات صحة الفرض الثالث، حيث أشارت النتائج إلى عدم وجود فروق دالة إحصائياً بين درجات أفراد المجموعة التجريبية بعد تطبيق البرنامج ودرجات أفراد نفس المجموعة بعد شهرين من المتابعة وذلك على مقياس السلوك العدواني بأبعاده الأربعة.

* التوصيات والبحوث المقترحة:

إذا جاز للباحثة أن تستند إلي ما أنتهت إليه من نتائج، فأنها تقدم في ضوء هدف هذه الدراسة ومشكلتها والإطار النظري لها، عددا من التوصيات والتطبيقات التربوية التى يمكن أن تفيد في البرامج الإرشادية المقدمة للكفيف وتتضمن هذه التوصيات ما يلي:

أولاً: التوصيات:

1-   أن يقوم طبيب المدرسة بمساعده من الأخصائي الاجتماعي بسؤال معلمي الفصل عن التلاميذ المعاقين بصرياً الذين يميلون إلى العدوانية والنشاط العنيف وتوجيههم إلى ممارسة الأنشطة المدرسية الرياضية.

2-   توجيه معلمي المعاقين بصرياً إلى أهمية البرامج الإرشادية التي تحد من السلوك العدواني، مع ضرورة الاهتمام بالأساليب والطرائق التي يتم بها تقديم البرامج التدريبية والإرشادية الخاصة بتنمية المهارات الاجتماعية لهؤلاء الأطفال، حيث يؤدي ذلك إلى زيادة، تفاعلاتهم الاجتماعية، ويحقق لهم التواصل والتفاعل مع الآخرين مما يسهل من انخراطهم في الحياة.

3-   تدريب المعلمين والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين ومشرفي السكن الداخلي بمدارس النور للمكفوفين الابتدائية للتعامل مع الأطفال العدوانيين، والتعرف على خصائص ومطالب ومعدلات نموهم في مختلف مجالات النمو، وكذلك المشكلات التي تواجه كل مرحلة عمرية، وتدريبهم على كيفية رعاية هؤلاء الأطفال وحمايتهم من الإنحراف وتعديل سلوكهم باستخدام بعض فنيات تعديل السلوك العدواني.

4-   إتاحة الفرصة للأطفال العدوانيين من المعاقين بصرياً للتنفيس والتفريغ الانفعالي عن طريق ممارسة الأنشطة الرياضية والاجتماعية، والتعرف على أهم الصراعات والإحباطات التي تواجههم، حتى يمكن توفير وسائل الإرشاد والعلاج النفسي اللازم لهم.

5-   ضرورة التأكيد على أهمية نشاط اللعب لدى الأطفال العدوانيين من المعاقين بصرياً في المراحل النهائية الباكرة وما يتبعه من توفير المواد والأدوات والأماكن الملائمة للعب وكذلك تنمية الوعي الإرشادي والتربوي لأسر المعاقين بصرياً بقيمة اللعب باعتباره مدخلاً طبيعياً للتعلم والتنفيس الانفعالي.

6-   تصميم برامج إرشادية لآباء وأمهات الأطفال المعاقين بصرياً حتى نوجههم إلى أفضل السبل التي يمكنهم بموجبها الأخذ بأيدي أبنائهم من عزلتهم ومساعدتهم على اكتساب المهارات الاجتماعية والتواصل مع الآخرين من أفراد المجتمع مما قد يسهم في الحد من كثير من مشكلاتهم السلوكية.

7-   ضرورة إعداد المناهج التربوية الخاصة بفصول المعاقين بصرياً وتدريبهم على تنمية المهارات الشخصية والاجتماعية وآداب التعامل مع الآخرين، ومهارات الحياة اليومية، التي تمكنهم من الاعتماد على أنفسهم في قضاء حاجاتهم والتفاعل مع الآخرين وخاصة من الأقران والمحيطين.

8-   تدعيم النشاط المدرسي وأساليب التعزيز في مدارس المعاقين بصرياً لما لها من أهمية في تعديل السلوك العدواني لدى الأطفال.

9-   العمل علي توفير الخدمات النفسية وتعميمها في صورها العلاجية والتشخيصية والوقائية للأطفال المعوقين بصرياً، بهدف مساعدتهم علي التخلص مما يواجهونه من الاحباطات والاضطرابات النفسية التى تعيقهم عن تحقيق مستوي من الصحة النفسية والتوافق النفسي.

10- القيام بدراسات مسحية لتحديد المشكلات والاضطرابات السلوكية والنفسية التى يعاني منها للأطفال المعوقين بصرياً، وتصنيف هذه الاضطرابات بغية تقديم البرامج الإرشادية التى تساعدهم علي خفض انفعالاتهم.

Previous post

برنامج مقترح لعلاج صعوبات تعلم القراءة والكتابة لدى تلاميذ غرف المصادر بالمدرسة الابتدائية التأسيسية بدولة الأمارات العربية المتحدة-صلاح عميرة علي محمد عين شمس معهد الدراسـات العليـا للطفولـة الدراسـات النفسية والاجتماعية دكتوراه 2002

Next post

تصميم برنامج لتنمية الاتجاهات البيئية لطفل المدرسة الابتدائية-أحمد أحمد مصطفي عين شمس معهد الدراسات العليا للطفولة الدراسات النفسية والاجتماعية الدكتوراه 2003

You May Have Missed

آخر الأخبار