×

فاعلية برنامج للعلاج الواقعي في تخفيف حدة الاضطرابات السلوكية لدى الطفل الكفيف في المرحلة الابتدائية-أيمان لطفي إبراهيم محمد الجيد عين شمس التربية الصحة النفسية الماجستير 2003

فاعلية برنامج للعلاج الواقعي في تخفيف حدة الاضطرابات السلوكية لدى الطفل الكفيف في المرحلة الابتدائية-أيمان لطفي إبراهيم محمد الجيد عين شمس التربية الصحة النفسية الماجستير 2003

ملخص الدراسة:

إن الاهتمام بذوي الحاجات الخاصة صيحة الأمم المتطلعة للتقدم والنجاح  لأن التوظيف السليم لهذه الفئات سوف يجعلنا نكسب قدرات جديدة ومهارات لها وزنها بعد أن يتم تأهيلها وتدريبها .

      ونظراً لأن العديد من الدراسات والبحوث أكدت إن الطفل الكفيف في المرحلة الابتدائية يعانى من اضطرابات سلوكية، و أكثرها انتشاراً لديه هي السلوك الانطوائي والسلوك العدواني، فإنه يجب مساعدة هذا الطفل على التخلص من مشكلاته السلوكية بالشكل الذي يفهمه والأسلوب العقلي المقنع الذى يرتضيه، ومساعدته على أن يسلك سلوكاً عقلانياً يتسم بنضج التفكير والتقويم لأي سلوك يقوم به، وإزاء أي مشكلة يتطرق لها .

هدف الدراسة :

      تهدف الدراسة الحالية إلى اختبار فاعلية برنامج يستخدم أسلوب العلاج الواقعي فى تخفيف حدة الاضطرابات السلوكية ( السلوك العدواني، السلوك الانطوائي ) لدى عينة من الأطفال المكفوفين في المرحلة الابتدائية، ويقوم هذا البرنامج على الأسس العلمية والإرشادية المتبعة فى توجيه و إرشاد الأطفال في هذه المرحلة، وذلك لتحقيق مستوى من التوافق النفسي والصحة النفسية لهؤلاء الأطفال كشريحة تمثل فئة عمرية ذات أهمية حيوية بالنسبة لأي مجتمع يحرص على حسن استغلال ما لدى أبنائه من إمكانيات واستعدادات وقدرات مختلفة، ومن ثم استفادة المؤسسات المعنية برعاية هؤلاء الأطفال من خلال هذا الإسهام العلمي في مجال الإرشاد النفسي للأطفال المكفوفين .

أهمية الدراسة :

      تكمن أهمية الدراسة الحالية فى الموضوع الذي تتناوله والهدف الذي تسعى الى تحقيقه، وهو إعداد برنامج يستخدم أسلوب العلاج الواقعي فى تخفيف حدة الاضطرابات السلوكية لدى عينة من الأطفال المكفوفين بالمرحلة الابتدائية، ولا شك أن هذا الجانب ينطوي على أهمية كبيرة سواء من الناحية النظرية أو الناحية التطبيقية.

      فمن الناحية النظرية يتضح أهمية تناول فئة المكفوفين كأحد فئات الإعاقة، حيث إن هذه الفئة ليست محددة فى المجتمع، لذا تعد رعايتهم وعلاجهم من الموضوعات الجديرة بالبحث، كذلك يعد الاهتمام بهذه الفئة في المرحلة الابتدائية أمر بالغ الأهمية، خاصة وأن الغالبية العظمى من الدراسات السابقة في مجال الكفيف أجريت على مراحل تالية رغم أن هذه المرحلة الابتدائية تشهد بدايات تبلور متغيرات الضبط في الشخصية، بالإضافة إلى أنه لا توجد دراسات عربية أو أجنبية تناولت أسلوب العلاج الواقعي مع المكفوفين، رغم ما أبدته البحوث السابقة بطريقة غير مباشرة في فاعلية هذا الأسلوب مع هذه الفئة من المعوقين بصفة خاصة، كما أكد العلماء في مجال الصحة النفسية أنه طريقة علاجية هامة للمعاقين بصفة عامة، وحيث لاحظت الباحثة كثرة البحوث العربية الأجنبية التي تناولت هذا الأسلوب العلاجي مع المبصرين فى نفس المرحلة العمرية لتحقيق نفس الهدف وكانت النتائج إيجابية، ومن هنا تجد الباحثة أن هناك حاجة ماسة إلى مثل هذه الدراسة .

أما من الناحية التطبيقية فإن هذه الدراسة تقدم إطاراً من المفاهيم والنظريات والمعلومات عن خصائص الطفل الكفيف فى المرحلة الابتدائية، و الدوافع الكامنة وراء الاضطراب السلوكي لديه، وفنيات العلاج الواقعي وخطواته التي تستخدم فى تخفيف حدة هذه الاضطرابات السلوكية لديه، وما قد يكون لها من تأثير فى تخفيف حدة تلك الاضطرابات، هذا بالإضافة الى ما تسفر عنه الدراسة من نتائج تساعد في تقديم بعض البرامج والمقترحات التربوية التى تفيد فى هذا المجال.

فروض الدراسة :

      في ضوء الإطار النظري، و الدراسات والبحوث السابقة، قدمت الباحثة فروضاً مؤداها :

1-   توجد فروق دالة بين متوسطات درجات أفراد العينة قبل تطبيق البرنامج الإرشادي ومتوسطات درجات نفس الأفراد بعد التطبيق في السلوك العدواني كما يقاس بمقياس الاضطرابات السلوكية لصالح التطبيق البعدي .

2-   توجد فروق دالة بين متوسطات درجات أفراد العينة قبل تطبيق البرنامج الإرشادي ومتوسطات درجات نفس الأفراد بعد التطبيق في السلوك الانطوائي كما يقاس بمقياس الاضطرابات السلوكية لصالح التطبيق البعدي .

3-   توجد فروق دالة بين متوسطات درجات أفراد العينة قبل تطبيق البرنامج الإرشادي ومتوسطات درجات نفس الأفراد بعد التطبيق في الدرجة الكلية لمقياس الاضطرابات السلوكية لصالح التطبيق البعدي .

4-   لا توجد فروق دالة بين متوسطات درجات أفراد العينة بعد تطبيق البرنامج الإرشادي ومتوسطات درجات نفس الأفراد بعد فترة المتابعة فى الدرجة الكلية لمقياس الاضطرابات السلوكية .

عينة الدراسة :

تم اختيار عينة البحث الحالي من تلاميذ الصف الرابع والخامس بالمرحلة الابتدائية بالقسم الداخلي بمدرسة طه حسين التابعة للمركز النموذجي لرعاية وتوجيه المكفوفين بالقاهرة، ممن تتراوح أعمارهم الزمنية بين 9 – 13 سنة، وجميع أفراد العينة من الذكور ممن تبلغ حدة الإبصار لديهم اقل من 6 / 60 في العين الأقوى أو العينين بعد العلاج والتصحيح بالنظارات الطبية والخاليين من أي إعاقة أخرى عدا كف البصر، وتتألف عينه البحث الحالي من ( 10 ) تلاميذ منهم (5) من الصف الرابع، (5) من الصف الخامس وجميعهم متجانسون فى الجنس، العمر الزمني، نسبة الذكاء، مستوى الثقافة الأسرية، والحاصلين على أعلى الدرجات على كل من مقياس الاضطرابات السلوكية للأطفال المكفوفين، بطاقة ملاحظة السلوكين العدواني والأنطوني للأطفال المكفوفين.

أدوات الدراسة :

      استخدمت الباحثة فى هذه الدراسة الأدوات الآتية :

-مقياس الثقافة الأسرية                    إعداد/ سيد صبحى ( 1995) .

-مقياس وكسلر لذكاء الأطفال        إعداد / محمد عماد الدين إسماعيل، لويس كامل مليكة (1993 ) .

-مقياس الاضطرابات السلوكية للاطفال المكفوفين إعداد / الباحثة

-بطاقة ملاحظة السلوكين العدوانى والانطوائى

 للاطفال المكفوفين                               إعداد / الباحثة

-البرنامج الإرشادي المستخدم أسلوب العلاج الواقعى     إعداد / الباحثة

إجراءات الدراسة :

-تطبيق كلاً من مقياس الاضطرابات السلوكية للأطفال المكفوفين على الأطفال وبطاقة ملاحظة السلوكين العدواني والانطوائى للأطفال المكفوفين على المعلمين والأخصائيين الاجتماعيين قبل بداية تطبيق البرنامج .

-إعادة تطبيق كلاً من مقياس الاضطرابات السلوكية للأطفال المكفوفين على الأطفال وبطاقة ملاحظة السلوكين العدوانى والانطوائى للأطفال المكفوفين على المعلمين والأخصائيين الاجتماعين بعد الانتهاء من تطبيق البرنامج ؛ لتحديد فاعلية البرنامج المستخدم .

-تطبيق كلاً من مقياس الاضطرابات السلوكية للأطفال المكفوفين على الأطفال و بطاقة ملاحظة السلوكين العدواني والانطوائي للأطفال المكفوفين على المعلمين والأخصائيين الاجتماعين بعد فترة أسبوعين من انتهاء تطبيق البرنامج كمتابعة ؛ للتحقيق من استمرار فاعلية البرنامج .

الأسلوب الإحصائي :

استخدمت الباحثة الأساليب الإحصائية التالية :

أ ـ أسلوب تحليل التباين البسيط لمجانسة أفراد عينة الدراسة في العمر الزمني، نسبة الذكاء، مستوى الثقافة الأسرية .

ب ـ أسلوب المقارنة الطرفية للتحقق من الصدق التمييزى لكلٍ من مقياس الاضطرابات السلوكية للأطفال المكفوفين، وبطاقة ملاحظة السلوكين العدواني والإنطوائي للأطفال المكفوفين .

ج ـ أسلوب معامل ارتباط بيرسون للتحقق من صدق الإتساق الداخلي لكلٍ من مقياس الاضطرابات السلوكية للأطفال المكفوفين، وبطاقة ملاحظة السلوكين العدواني والانطوائي للأطفال المكفوفين .

د ـ أسلوب النسبة المئوية للتحقق من صدق المحكمين لبطاقة ملاحظة السلوكين العدواني والإنطوائي للأطفال المكفوفين .

هـ ـ أسلوب معامل ارتباط سبيرمان ـ براون لحساب الثبات بطريقة التجزئة النصفية لكلٍ من مقياس الاضطرابات السلوكية للأطفال المكفوفين، وبطاقة ملاحظة السلوكين العدواني والإنطوائي للأطفال المكفوفين .

و ـ أسلوب ألفا ـ كرونباخ لحساب ثبات كلاً من مقياس الاضطرابات السلوكية للأطفال المكفوفين، وبطاقة ملاحظة السلوكين العدواني والإنطوائي للأطفال المكفوفين .

ز ـ اختبار ولكوكسون Wilcoxon   اللابارامترى لحساب دلالة الفروق بين متوسطات درجات المجموعات المرتبطة .

نتائج الدراسة :

أسفرت نتائج الدراسة عما يلي:

وجود فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات أفراد العينة فى القياس البعدي مقارنة بمتوسطات درجاتهم في القياس القبلي على مقياس الاضطرابات السلوكية للأطفال المكفوفين في كل الأبعاد والدرجة الكلية لصالح القياس البعدي .

بينما لم توجد فروق بين متوسطات درجات أفراد العينة في القياس البعدي ومتوسطات درجاتهم في القياس التتبعى فى كل الأبعاد والدرجة الكلية على مقياس الاضطرابات السلوكية للأطفال .

ثانياً : التوصيات والتطبيقات التربوية

فى ضوء ما توصل له البحث الحالي من نتائج، تتقدم الباحثة بالتوصيات والتطبيقات التربوية التالية :

1-القضاء على الفجوة الهائلة بين الأسرة والمدرسة، من خلال عمل برامج إرشادية مشتركة تضم بين ثناياها القائمين على رعاية الطفل الكفيف ( أولياء الأمور، المعلمين، الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين ) .

2- اهتمام برامج إعداد المعلمين فى مجال ذوى الإعاقة البصرية بالجوانب غير المعرفية الانفعالية، بالإضافة للجوانب العقلية المعرفية ؛لما له من أثر إيجابي على التحصيل الدراسي والتوافق بصفة عامة لدى المكفوفين المضطربين سلوكياً .

3- تواجد أخصائي نفسى الى جانب الأخصائي الاجتماعي وخاصة في مرحلة التعليم الأساسي ؛ لإتاحة الفرصة لتحقيق صحة نفسية إيجابية لدى الأطفال في هذه المرحلة .

4-عقد برلمان مدرسي يضم أولياء الأمور مع المعلمين والأخصائيين ؛ ليعرفوا الحلول المناسبة لمشكلات أبنائهم من ذوى الإعاقة البصرية .

5- وضع خطة أسبوعية لمناقشة مشكلات التلاميذ ضمن الجدول الدراسي، تعادل فى أهميتها حصص الأنشطة الصفية المقررة عليهم .

6-الاهتمام بحصص الأنشطة الرياضية ؛ لما تلعبه من دور كبير فى تعديل المظهر العام والعادات السلوكية غير المقبولة اجتماعياً لدى الطفل الكفيف .

7-توعية القائمين على رعاية الطفل الكفيف بعدم اتباع أسلوب العقاب كوسيلة لحل المشكلات السلوكية لدى الطفل في هذه المرحلة العمرية، وإحلال الأسلوب الواقعي ولغة الإقناع والحوار والتفاهم محله .

8-إتاحة الفرصة لذوى الحاجات الخاصة بصفة عامة والمكفوفين بصفة خاصة للدخول للعيادات النفسية ؛ لحل المشكلات السلوكية التى قد يتعرضون لها قبل أن تتفاقم وتتطور إلى اضطرابات نفسية وأخلاقية من الصعبة السيطرة عليها .

9-زيادة إعداد الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين بمدارس المكفوفين ؛ حتى يصبحوا قادرين على تغطية وحصر جميع مطالب ومشكلات التلاميذ المكفوفين .

10-تنمية بعض المهارات الاجتماعية لدى الأطفال المكفوفين المضطربين سلوكياً فى المرحلة الابتدائية ؛ لما تلعبه من دور إيجابي كبير فى التغلب على هذه الاضطرابات .

11-الإكثار من عقد ندوات ؛ لتوعية الطلاب المكفوفين للسلوك والمظهر العام المقبول اجتماعياً، والتوجيه لكيفية حل مشكلاتهم بأسلوب واقعي.

12-إتاحة الفرصة لتطبيق فكرة البرلمان الصغير فى مدارس المكفوفين ؛ لما قد تلعبه من دور إيجابي فى إتاحة الفرصة لدى الطلاب للتنفيس عن التوتر والصراع والقلق بأسلوب مقبول اجتماعياً.

ثالثاً : البحوث المقترحة

      استكمال للجهد الذي بدأت به الدراسة الحالية، وفى ضوء ما أسفرت عنه الدراسة الحالية من نتائج، توصى الباحثة بإمكانية القيام بعدد من البحوث وهى .

1-مدى فاعلية برنامج للعلاج الواقعي فى تعديل الاتجاهات السالبة للمعلمين والمعلمات نحو طلابهم المعاقين بصرياً فى مرحلة التعليم الأساسي .

2-مدى فاعلية برنامج للعلاج الواقعي فى تعديل الاتجاهات السالبة للوالدين نحو أبنائهم من ذوى الإعاقة البصرية فى المرحلة الابتدائية .

3-مدى فاعلية برنامج يستخدم فنيات العلاج الواقعي فى رفع مستوى الكفاية المهنية للأخصائيين النفسيين والاجتماعين بمدارس المكفوفين .

4-مدى فاعلية برنامج للعلاج الواقعى فى تعديل الاتجاهات السالبة للقائمين على رعاية الطفل الكفيف ( أولياء الأمور، المعلمين، الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين ) نحو أبنائهم فى المرحلة الابتدائية .

5-مدى فاعلية برنامج للعلاج الواقعي فى تخفيف حدة اللزمات الحركية لدى الطفل الكفيف فى المرحلة الابتدائية .

Previous post

اثر برنامج تدريبي لمعلمات المرحلة الابتدائية على تنمية العمليات المعرفية لدى التلاميذ ذوي صعوبات التعلم داخل الفصل العادي- تهاني على حسن بوارحه عين شمس البنات للآداب والعلوم والتربية علم النفس دكتوراه 2008

Next post

صعوبات القراءة وعلاقتها ببعض المتغيرات النفسية لدى عينة من تلاميذ المرحلة الابتدائية بالمنيا- احمد محمود السيد محمد المنيا التربية علم النفس التربوي ماجستير. 2008

You May Have Missed

آخر الأخبار